استراتيجيات التعلم النشط وأهميتها، هي عبارة عن أسلوب المعلم وطريقته في التدريس من أجل تحقيق الأهداف التعليمية، كما أنها عبارة عن مجموعة من الوسائل والاجراءات والأدوات التي يقوم المعلم باستخدامها وفق عدة معايير و ضمن الامكانات المتاحة، حيث تعمل على إيصال المعلومات إلى المتعلم بطريقة ممتعة بعيدا” عن الأسلوب التقليدي، تابعو معنا من خلال السطور القادمة أهم الاستراتيجيات في التدريس.
ما هي أسس التعلم النشط؟
يوجد العديد من المبادئ والأُسس تلتي تعتمد عليها استراتيجيات التعلم النشط ، ومنها ما يأتي:
- تمكن الطالب على التأمّل والتفكّر في المحتوى الذي يتعلّمه.
- مناقشة المعلّم في المحتوى التعليمي والأسلوب الأمثل لشرح المادة.
- القدرة على إجراء نقد بنّاء للوسائل والطرق المستخدمة في تعليم المحتوى الدراسي.
- رفع مستوى المهام الدراسية بما يتلاءم مع واقع الحياة والسياق المهني المتعلّق بالمحتوى الدراسي.
- العمل على اختيار المهام الدراسية التي لها هدف محدد و أن تكون ملائمة للمادة الدراسية التي يتمّ شرحها.
- خلق جو من المتعة والمرح أثناء الدرس.
- كما تعمل على مساعدة الطالب في اكتشاف نقاط القوة ونقاط الضعف لديه.
- استراتيجيات التعلم النشط تمكن الطالب من تقييم نفسه وزملائه أيضا”.
- القدرة على التواصل بين الطالب والمتعلم.
- الإدارة الذاتية من قبل الطالب لسير العملية التعليمية.
استراتيجيات التعلم النشط وأهدافه
حيث تهدف استراتيجيات التعلم النشط إلى تحقيق عدد من الأهداف التعليمية ، وهي كما يلي:
- تحفز الطالب على اكتساب مهارات التفكير المختلفة ومهارة القراءة الناقدة.
- تشجيع الطالب على التعلمّ الذاتي، وحل المشكلات، واكتشاف القضايا المختلفة وطرحها.
- إكساب الطالب مهارات التواصل، والتفاعل، والحوار، والمناقشة.
- خلق روح الإبداع لدى الطالب، وتمكينه من تأدية الأعمال الإبداعية.
- العمل على تطوير الدافع الداخلي للطالب وتحفيزه على التعلّم الذاتي.
- مساهمة الطلاب في ممارسة الأنشطة المتنوّعة الملائمة لهم، وذلك من أجل تحقيق الأهداف المرجوّة من المحتوى الدراسي. تعزيز ثقة الطلاب بأنفسهم للمشاركة في مختلف ميادين المعرفة المتنوّعة.
- التشجيع على التعلّم الذاتي عند الطالب.
- تكسب الطالب المعارف والمهارات المختلفة، وتنمية مهارات التفكير العليا.
- الخبرات العملية المرتبطة بمشكلات واقعية.
- اندماج الطالب في البيئة التعليمية، وتحفيزه على الإنتاج والعمل.
- كشف ميول الطالب وهواياته.
- اكتساب الطلاب مهارة الحصول على المعرفة، وتعلّم استراتيجيات التعلّم المختلفة.
- العمل على تنمية الرغبة لدى الطالب في البحث والتعلّم حتّى الإتقان، وهو ما يصعب تحقيقه في البيئة الدراسية التقليدية.
- تهيئة الطلاب في الخوض من مواقف تعليمية فعّالة قريبة من الواقع.
- اكتساب العديد من المهارات المهنية والخبرات الاجتماعية التي من الصعب تعلّمها في البيئات الصفية التقليدية؛ كتحمّل المسؤولية، وضبط النفس، ومهارات التواصل.
أهمية استراتيجيات التعلم النشط
تكمن أهمية استراتيجيات التعلم النشط في الفوائد العديدة التي يحققها وهي كما يلي:
تطوير مهارات العمل الجماعي:
يُعدّ العمل الجماعي من أكثر استراتيجيات التعلم النشط فعاليةً، حيث يُساعد على تطوير مهارات التواصل لدى الطلاب.
تشجيع التعبير عن الرأي:
تساعد استراتيجيات التعلم النشط على تشجيع الطلاب على التعبير عن أفكارهم والدفاع عنها، عوضا” من الجلوس لتدوين الملاحظات طوال الحصة الدراسية.
تشجيع الطالب على التحضير للمادة:
حيث يتطلب التعلّم النشط استعداد الطالب في كلّ حصة للمشاركة والتفاعل؛ فهي تختلف عن الحضور التقليدي للطالب والذي لا يتطلّب منه أيّة مشاركة، كما أنّ مشاركة الطلاب في العملية التربوية تُحسّن من فعالية تفكيرهم وصياغتهم للأفكار.
تحسين التفكير الناقد لدى الطلاب:
يتعلّم الطلاب من خلال استراتيجيات التعلم النشط مشاركة الأفكار بشكل إيجابي، والعمل على تقديم الحجج والتبريرات بشكل منطقي.
تحفيز الذاكرة:
تُساعد أنشطة التعلّم النشط على زيادة التفاعلية في فهم الأفكار وحفظها أكثر ممّا لو بقيت مجّرد كلام، حسب نظرية مخروط إدجارديل للخبرات التعليم التي أشارت إلى أنّ الطلاب يتذكّرون ما نسبته 10% ممّا يقرؤنه، و20% ممّا يسمعونه، و 90% ممّا يقومون به.
تحفيز التفكير الإبداعي:
يعتبر الإبداع من أصعب المهارات التي يُمكن أن يتم تعليمها بواسطة وسائل التعلّم التقليدية، في حين أنّ التعلّم النشط يعمل على توفّير بيئةً تدريبيةً من شأنها أن تُساعد الطلبة على التفكير وتطوير الإبداع.
ما هي معوّقات التعلم النشط ؟
حيث أن هناك العديد من المعوّقات التي تُعيق استخدام استراتيجيات التعلم النشط، ومنها ما يأتي:
- نقص الأجهزة والأدوات الضرورية، إضافة إلى عدم ملاءمة الغرف الصفية لذلك.
- كثرة أعداد الطلبة الموجودين في الصف الواحد.
- زيادة الأعباء المطلوبة من المعلم.
- ضيق الوقت في الحصص الدراسية.
- الحاجةإلى وقت طويل للتحضير والتخطيط.
- إمكانية فقدان السيطرة على الطلاب.
- الخوف من نقد الآخرين.
ماهو الفرق بين التعلم النشط والتعلم التقليدي؟
يُعتبر التعلّم التقليدي من أساليب التعليم السلبية التي يكتفي فيها الطالب فقط بالاستماع إلى المعلم وتدوين الملاحظات، ممّا يجعل التأثير في شخصيته شبه معدوم، أمّا في أساليب التعلّم النشط فإن الطالب يحصل على فرصة للمشاركة والتفاعل في الأنشطة المختلفة.
أهم استراتيجيات التعلم النشط الحديثة
استراتيجية العصف الذهني
وهنا يقصد بها وضع الذهن في حالة من الإثارة بُغية التفكير في كل الاتجاهات والاحتمالات للوصول-في جو من الحرية- إلى أكبر عدد ممكن من الأفكار والآراء حول مشكلة أو موضوع معين. تليه مرحلة جمع المقترحات ومناقشتها.
ومن أبرز أهداف التدريس لهذه الطريقة هي :
- جعل المتعلم نشطا” وأكثر فاعلية في المواقف التعليمية.
- تعويد الطلاب على احترام الآراء المختلفة وتقدير الآخرين.
- أيضا” الاستفادة من أفكار الآخرين ومعلوماتهم.
استراتيجية العمل الجماعي
كما تسمى بالتعلم التعاوني، و تعتمد على تقسيم المتعلمين إلى مجموعات مصغرة تتكون من 3 إلى 4 طلاب، تُعطى لهم واجبات محددة (أهداف مشتركة) ويجب عليهم الاعتماد على التعاون (التبادل المعرفي و المهاري) من أجل إنجاز المَهمة المطلوبة منهم.
و من أهم أهدافها:
- تبادل الأفكار والعمل على تقبّل أفكار الآخرين.
- تنمية روح المسؤولية والتعاون لدى المتعلمين.
- العمل على بناءِ علاقات إيجابية بين المتعلمين (احترام الآخر).
- التدرب على حل المشكلات واتخاذ القرار.
استراتيجية الكرسي الساخن
و تُشبه ما يسمى ″كرسي الاعتراف″. وهي عبارة عن استراتيجية تقوم على طرح الأسئلة على طالب معين، بهدف تنمية مهارات عدة من أهمها بناء الأسئلة وتبادل الأفكار والقراءة.
وتطبق استراتيجية الكرسي الساخن كمايلي:
وضع المقاعد أو الطاولات بشكل دائري، ووضع ″الكرسي الساخن″ في مركز حُجرة الدرس.
ثم طرح الأسئلة المتعلقة بموضوع الدرس بعد تحديده من قبل المعلم و يُفضل أن تكون مفتوحة متعددة الإجابات.
استراتيجية الرؤوس المرقمة
و هي شكل من أشكال العمل الجماعي التعاوني، و يتم تطبيقها كمايلي:
تقسيم الطلاب إلى مجموعات من 4 أعضاء. يحمل كل عضو رقم من 1 إلى 4.
العمل على طرح السؤال أو توضيح المَهمة المطلوب إنجازها.
يلي ذلك تعاون أعضاء كل مجموعة على إيجاد الحلول.
يقوم المعلم باختيار رقما” عشوائيا” من كل مجموعة، بحيث ينوب المتعلم صاحب الرقم عن أفراد. مجموعته في الإجابة وتقديم الحلول.
استراتيجية أعواد المثلجات
تعتمد هذه الاستراتيجية على التشويق و تحفيز المتعلمين والإبقاء على تركيزهم وانتباههم في أعلى المستويات، وهي مناسبة للمستويات العمرية الصغيرة. تتيح لجميع الطلاب المشاركة الفعالة في سير الدرس، و هي مناسبة للأسئلة المفتوحة.
وهي تقوم على الخطوات التالية:
كتابة أسماء الطلاب على أعواد المثلجات.
وضع الأعواد في علبة تكون مرئية من طرف الجميع.
أثناء سير الدرس يقوم المعلم بالسحب العشوائي لعود مثلجات من العلبة، والمتعلم المعني بالأمر يجب عليه إنجاز المهمة المطلوبة منه أو الجواب على السؤال المطروح.
استراتيجية المشروعات
أو ما يسمى بالورشة التعليمية، والخطوات الرئيسية لتطبيق هذه الاستراتيجية :
اختيار المشروع:
و هي الخطوة الرئيسية للوصول إلى الأهداف المنتظرة من النشاط.
التخطيط:
هنا يضع المتعلمون الخطة المناسبة للعمل، ويقوم المعلم بإرشادهم ومساعدتهم للوصول إلى الأهداف المتوخاة.
التنفيذ:
الانتقال من مرحلة التخطيط والمقترحات إلى مرحلة العمل.
التقويم:
معرفة مدى تنفيذ المشروع.
استراتيجية حوض السمك
من استراتيجيات التعلم النشط الحديثة المعتمدة على التعلم النشط والعمل الجماعي.
وتقوم هذه الاستراتيجية كمايلي:
- يتم وضع 4 أو 5 كراسي في دائرة على شكل حوض سمك.
- تُوضع باقي الكراسي خارج حوض السمك، وبشكل دائري أيضا.
- يجلس عدد من الطلاب على كراسي حوض السمك لمناقشة موضوع ما أو إنجاز مهمة أو حل مشكل في مدة تقارب 10 دقائق، بينما يجلس الباقون خارج الحوض يستمعون بتركيز و يسجلون الملاحظات.
استراتيجية التعلم بالاكتشاف
تدعو هذه الاستراتيجية من استراتيجيات التعلم النشط إلى استخدام التفكير المنطقي و تُشجع التفكير النقدي العقلي البعيد عن الخرافات،و مُخاطبة المستويات العقلية العليا كالتحليل والتركيب. وتسعى هذه الاستراتيجية إلى جعل المتعلم في قلب العملية التعليمية و زيادة دافعيته.
استراتيجية الخرائط المفاهيمية
هي من استراتيجيات التعلم النشط التي تُوظف الأشكال والخطوط و الصور والأسهم والألوان واللغة لتمثيل المعرفة وتقديم المعلومات. و التي يمكن استثمارها في تعميق الفهم وتلخيص المعلومات واستنتاج العلاقات بين المفاهيم.
و من أهدافها :
- تبسيط المعلومات وتنظيمها.
- تسهيل عملية استرجاع المعلومات.
- ربط المفاهيم الجديدة بالمكتسبات السابقة .
- إيجاد العلاقة بين المفاهيم.
- تسهيل تذكر المعارف والمعلومات.
استراتيجية مسرح العرائس
هو من الاستراتيجيات المناسبة للأطفال الصغار والمستويات الدراسية الدنيا كأطفال الروضة، و تتلخص في استخدام الدُّمى في تمثيليات ومسرحيات بسيطة وهادفة وذات علاقة بالمواد الدراسية يؤديها المتعلمون من الكواليس بتوجيه من المدرس، ممزوجة بالتسلية والترويح عن النفس.
و من إيجابيات هذه الاستراتيجية:
- اكتساب مهارات التواصل والمشاركة.
- توصيل القيم الكونية والمبادئ الإنسانية بصورة سلسلة للمتعلمين.
- إثارة انتباه المتعلمين و رفع مستوى التركيز لديهم.
- تنمية الخيال لدى المتعلمين.
- تحفيز الإبداع.
- التمثيل والمسرح عاملان مُساعدان على تثبيت معلومات ومكتسبات الطلاب.
استراتيجية لعب الأدوار
كما تسمى أيضا” المحاكاة، وهي استراتيجية تقوم على تمثيلِ أدوارٍ واقعية أو تاريخية أو خيالية، وتقمُّصها في مواقف مصطنعة، بحيث يكون لكل متعلم دور محدد يؤديه ويعبر عنه في بيئة تميل أكثر إلى المرح واللعب.
حيث تسمح هذه الاستراتيجية للمتعلمين بتطوير قدراتهم على التعبير والتفاعل مع الآخرين.
استراتيجية التعلم بالتخيل
التخيلُ هو بدايةُ الابتكارِ والإبداعِ. و هي استراتيجية قريبة لِلَعب الأدوار و يُقصد بها التخيل الإبداعي. والمطلوب من المتعلم في هذه الطريقة هو أن يتخيل نفسه في وظيفة أو مهمة أو وضعية حسب ما هو مطلوب ثم يُعطى له وقت للعمل والتفكير والإبداع.
أنواع التقويم
- الاختبار القبلي.
- الاختبار البِنائي المرحلي.
- الاختبار النهائي.
شروط استراتيجيات التدريس الحديثة
و من الشروط الضرورية لنجاح هذه الاستراتيجيات الحديثة نذكر:
- الإعداد القبلي للأنشطة من طرف المتعلمين.
- تصنيفُ المجموعات بشكل عشوائي.
- الحرص على التواصل المستمر بين المتعلمين.
- توفير أجواء العمل الجماعي والاستعداد النفسي للمتعلمين.
الزوار شاهدوا أيضا”:
- التعبير الفني عند الأطفال من خلال الرسم
- صعوبات التعلم تشخيص وعلاج
- أثر التنمرعلى النفس وكيفية علاجه
- كيف أدرس بتركيز وبدون نسيان
استراتيجيات التعلم النشط – التعلم التعاوني
يتناول هذا الفيديو أساليب التعلم النشط واستراتيجياته، حيث يلقي الضوء على واحدة من تلك الاستراتيجيات وهي استراتيجية التعلم التعاوني.
وفي خاتمة الحديث عن استراتيجيات التعلم النشط، نرى أنها تساهم بشكل كبير في خلق جو من المتعة أثناء العملية التدريسية كما أنها تعمل على إيصال المعلومات بطرق مبتكرة بعيدا” عن الملل، والمساهمة في تكوين شخصية الطالب وتحفيز روح العمل الجماعي.