العلاقات الاجتماعية الناجحة مهمّة جدّاً في حياة الإنسان، فهي نوع من التواصل الجيد الذي له الدور الكبير في سعادة المرء وتقدمه في كافة مجالات الحياة .
تعريف العلاقات الاجتماعية:
العلاقات الاجتماعية هي روابط الموجودة بين الناس بدافع التعامل المستمر فيما بينهم، عن طريق سلوكيات جماعية وأفعال متبادلة يتحقق من خلالها التفاعل الاجتماعي، وهي أداة لتلبية حاجات الفرد البيولوجية والاقتصادية والاجتماعية وبها يستطيع تحقيق الأمن النفسي والاجتماعي. وتفيد تلك العلاقات في تطوير دور الإنسان وفعاليته في المجتمع الواحد .
أهمية العلاقات الاجتماعية:
إن ضروريّة للإنسان، لأنه كائن اجتماعي بطبيعته، يميل بفطرته للعيش ضمن مجموعة من الأشخاص بعيداً عن الوحدة والانعزال،وتكمن أهميتها في الكثير من الأمور ومنها:
أولاً: الثقة بالنفس :
إن العلاقات الاجتماعية تمنح الإنسان ثقة بنفسه وكذلك تجعله يثق بالآخرين وذلك لأنَّ الشك المستمر هو كالأداة التي تهدم كل علاقة اجتماعيَّة ناجحة في هذه الحياة .
ثانيا : تحفيز الصحة النفسية :
الأشخاص الذين لا يحبّون العلاقات الاجتماعية هم أكثر عرضة للمشاكل النفسية كالاكتئاب والقلق
تعتبر العلاقات الاجتماعية مهمّة جدّاً بالنسبة لصحّة الإنسان النفسيّة والعقلية ، الأشخاص الذين لا يحبّون العلاقات الاجتماعية هم أكثر عرضة للمشاكل النفسية كالاكتئاب والقلق فهي تزيد من السعادة بشكل كبير وتعمل على تقليل الشعور بالتعاسة، كما أنّها تزيد من ثقة الإنسان بنفسه وتجعله يقدّرها أكثر ممّا يعينه على تحقيق أهدافه في المستقبل،
ثالثا : التطوّر الوظيفيّ:
لايمكن أن يظلّ الفرد منعزلاً في مكتبه وأن يظلّ متفوّقاً في وظيفته، لأن معظم الوظائف الجديرة بالاهتمام تشمل المهارات الاجتماعيّة، وغالباً ما تتضمّن الوظائف الأكثر ربحاً قدراً كبيراً من الوقت الّذي يتمّ قضاؤه في التفاعل مع الموظّفين. كما تبحث معظم المنظّمات عن أفراد لديهم مجموعة مهارات اجتماعيّة القدرة على العمل بشكل جيّد في فريق والتأثير على الأشخاص وتحفيزهم على إنجاز الأمور.
بالاضافة إلى أن تكوين العلاقات الاجتماعية له فوائد عظيمة في الحياة العملية والاجتماعية بما تقدمه من دعم ودفع نحو التطور والتقدم .
كيفية تكوين العلاقات الاجتماعية الناجحة :
يوجد العديد من الطرق والأساليب لتكوين علاقات اجتماعيّة صحيّة وسعيدة، ومنها:
1 – الاحترام :
الاحترام يساهم في بناء علاقات اجتماعيَّة مثمرة مع الآخرين ، بعيداً عن استخدام العبارات القاسية أو التصرفات السوقية والمزح السيء الذي يقلِّل من قيمتك و قيمتهم .
يلعب احترام الإنسان لنفسه وللآخرين دوراً أساسيّاً في جذب الآخرين واحترامهم لك، لذلك لكي تكون شخصيّة اجتماعيّة ومحبوبة بين الناس عليك أن تتعلم كيف تحترم الآخرين، وكيف تتحدثُ معهم بطريقةٍ مهذبة وذلك عن طريق استخدام الألفاظ اللطيفة وإظهار الاهتمام أثناء محاورتهم وذلك بعدة طرق :
- كونك في وضع تلقى ملاحظات، يُلزمك أن تحاول فهم سبب قول الشخص لما يقوله.
- أخذ الملاحظات يمكن أن يساعدنا في تكوين علاقات اجتماعية ناجحة وتحسين مهارات التواصل في المستقبل.
- كونك في وضع يسمح لك بتقديم ملاحظات للآخرين، يلزمك بأن تكون حذر في كيفية قيامك بذلك.
- نحن بحاجة للتأكد من أن ملاحظاتنا بناءة ومفيدة ، حتى لا نضر أكثر مما ننفع .
2 – الثقة بالآخرين :
قد يخاف بعض الناس من إعطاء الثقة للآخرين، وقد يكون ذلك لأسباب متعدّدة تتعلق فيهم وبشخصيتهم، ولكن يجب على الشخص الذي يسعى إلى إنشاء علاقات اجتماعيّة أن يتجاهل خوفه من الخذلان، وأن يعطي الثقة التي تحتاجها العلاقة من غير إفراط، فالعلاقات بشكل عام لا تستطيع الاستغناء عن الثقة؛ وذلك لأنّها الرابط الأساسي بين البشر في علاقاتهم الشخصيّة .
كيف نتعلم أن نثق أكثر :
الثقة هي صفة يصعب بناؤها في العلاقة. يستغرق التطوير وقتًا بل ويستغرق المزيد من الوقت لكسبه. ومع ذلك، إذا لم نتوخى الحذر، فيمكن كسرها في غضون دقائق، لذلك يجب معرفة ما يلي:
- قضاء معظم وقتنا قلقين من أن شخصًا ما سيخذلنا أو يخوننا، يجعلنا لن نتمكن أبدًا من الاسترخاء والثقة به.
- قلة الثقة يمكن أن يجعل تكوين علاقات اجتماعية ناجحة وقوية أمرًا صعبًا للغاية.
- إبداء اهتمامك بالآخرين وممارسة بعض المهارات يجعلهم يثقون بك. الأمر ليس مستحيلًا”
3 – الاصغاء :
الاستماع إلى الناس وترك المجال لهم ليعبّروا عن أنفسهم، يجعل الصداقة تسير بشكل أسرع وتصبح أقوى مع الوقت، بسبب الارتياح الذي يقدّمه المستمع للناس وذلك لأنّ الناس لن يثقوا في الشخص الذي لا يعرفون عنه شيئاً، لذا لا بدّ له من أن يقوم بالتعريف عن نفسه وعن شخصيته من خلال بعض الأحاديث الصغيرة التي تجعل الناس يتعرفون إليه ويكتشفون الأمور المهمّة في شخصيته .
الشخص الاجتماعي والمحبوب هو شخصٌ يمتلك قدرةً كبيرة على الحديث مع الآخرين، كما ويمتلك قدرةً كبيرة في الاستماع إلى همومهم ومشاكلهم، ولايكتفي بذلك فقط، وإنّما يسعى لإيجاد الحلول المناسبة لكل المشاكل التي يتعرضون لها، دون أن يشعر بأي كللٍ أو ملل.
4 – ممارسة الأنشطة :
القيام بفعل بعض النشاطات سويّاً مع الناس يقوي العلاقة معهم كما يقربهم منهم ، فهذا الأمر يشجّعهم على التواصل، كما يخلق جوّاً من المتعة والألفة التي تساعد على تقوية العلاقة مع مرور الوقت، ويجب أيضاً على الشخص أن يذهب إلى الأماكن التي يتواجد فيها الناس بكثرة ، فهي تعتبر فرصة للتعرّف إلى مزيد من الناس بين الحين والآخر .
5 – تقبل الاختلافات :
كل شخص يمتلك تصوّرات مختلفة عن الآخر، والقدرة على تبادل هذه التصوّرات ومشاركتها هي التي تكون الصداقات والعلاقات بين الناس، فالاختلاف يعتبر سمة مميّزة في الناس، وعلى الفرد تقبّلها والاستمتاع بهذا الاختلاف والتعلم منه أيضاً.
من المهم تلقي التعليقات وتقديم الملاحظات لكن بطريقة صحيحة وذلك في الحالات الآتية :
- كونك في وضع تلقى ملاحظات، يُلزمك أن تحاول فهم سبب قول الشخص لما يقوله.
- أخذ الملاحظات يمكن أن يساعدنا في تكوين العلاقات الاجتماعية ناجحة وتحسين مهارات التواصل في المستقبل.
- كونك في وضع يسمح لك بتقديم ملاحظات للآخرين، يلزمك بأن تكون حذر في كيفية قيامك بذلك.
- نحن بحاجة للتأكد من أن ملاحظاتنا بناءة ومفيدة ، حتى لا نضر أكثر مما ننفع .
6 – امتلاك مهارة إيصال المعلومة :
تعتبر مهارات التواصل مهمّة جدّاً لبناء العلاقات الاجتماعية المختلفة في الحياة، ولذلك فإنّه من المهمّ أن يقوم الفرد بتطوير هذه المهارات للحصول على المزيد من العلاقات الجيّدة في حياته، ومن ضمن هذه المهارات مهارة فنّ إيصال المعلومة، فقد يفترض الإنسان أنّ الشخص الذي أمامه قد فهمه على الرغم من أنّه لم يفعل؛ وذلك لأنّه يفتقر إلى القدرة على إيصال المعلومة، لذا فإنّ عليه أن يقوم بتطوير هذه القدرة وتحسينها من أجل منع حدوث سوء التفاهم بينه وبين الآخرين.
كيفية تكوين علاقات اجتماعيه ناجحة بمهارات التواصل:
- التواصل يتضمن التواصل اللفظي والتواصل غير اللفظي.
- من المهم أن تبتسم عندما تقابل شخصًا ما لأول مرة. سيشير هذا إلى أنك سعيد برؤيتهم وجعلهم يشعرون بالراحة.
- التواصل اللفظي مهم وذلك يكون بنبرة الصوت والكلمات التي تختارها.
تطوير مهارات الاتصال الخاصة بك والعمل عليها :
من أهمّ أنواع المهارات الّتي من الممكن أن يكتسبها المرء في حياته هي المهارات الاجتماعيّة، حيث أنّها تمكّن الشخص من أن يتواصل بشكل فعّال مع الآخرين، وأن يبني شبكة قويّة من العلاقات والمعارف في محيطه ومجتمعه. كما أنّها تعتبر وسيلة لأن يثبت المرء نفسه بين الحشود ويعبّر عن أفكاره بشكل واضح . فضلاً عن أنّها تعتبر المفتاح للنجاح الوظيفيّ والاجتماعيّ والشخصيّ، وأنّها تعدّ اليوم واحدة من أهمّ المهارات الشخصيّة المطلوبة في أيّ بيئة عمل.
هناك عدد من المهارات التي يمكن صقلها لتحسين تواصلك وتعزيز العلاقات الاجتماعية الصحية، وهي:
• تعلم الاستماع.
• ابذل جهدًا لرؤية الأشياء من منظور الآخرين.
• قم بتغذية محادثتك عن طريق طرح الأسئلة والتأمل في ما قاله شريكك في المحادثة.
• تقبل أين تسير الأمور الآن وتحلى بالصبر.
• كن حذرًا ومنتبه لمحتوى الرسائل التي ترسلها.
- احفظ أسماء الأشخاص .
- قدم المجاملات .
- استبدل الأفكار السلبية بأفكار إيجابية .
7 – المبادرة والتعاطف :
تعتبر المبادرة مهمّة للغاية في تكوين العلاقات ، ويجب على الفرد الذي يريد تكوين علاقات أن يكون لطيفاً مع الناس وأيضاً قريباً من قلوبهم وذلك حتّى يحصل على اهتمامهم، ويمكن فعل هذا عن طريق التبسّم في وجوه الناس،
لأنّ الابتسامة تلعب دوراً مهماً في جذب الآخرين وانشدادهم إليك، وهذا مايجعلك شخصيّةً اجتماعيّة ومحبوبة لدى الجميع.
وكذلك عن طريق مساعدة الآخرين فالشخص الاجتماعي والمحبوب هو شخصٌ يمتلك قدرةً كبيرة على الحديث مع الآخرين، كما ويمتلك قدرةً كبيرة في الاستماع إلى همومهم ومشاكلهم، ولايكتفي بذلك فقط، وإنّما يسعى لإيجاد الحلول المناسبة لكل المشاكل التي يتعرضون لها، دون أن يشعر بأي كللٍ أو ملل.
أو عن طريق التعاطف ، فالعاطفة شيء مهمّ بين البشر، فهي تساعد على فهم الناس بشكل أفضل، ومعرفة ما يفكّرون وما يشعرون به، ممّا يتيح للعلاقة أن تصبح أعمق وأن يصبح الأشخاص منسجمين للغاية
لأنّ الابتسامة تلعب دوراً مهماً في جذب الآخرين وانشدادهم إليك، وهذا مايجعلك شخصيّةً اجتماعيّة ومحبوبة لدى الجميع.
أثر التعاطف في العلاقات الاجتماعية :
- التعاطف يؤدي إلى اتصالات أكثر فعالية وذات مغزى معهم.
- تطوير التعاطف يكون من خلال الممارسة.
- علينا أن نقرر بوعي أن نضع أنفسنا في مكان شخص آخر من أجل فهمهم بشكل أفضل.
- نحن بحاجة إلى توخي الحذر حتى لا نحكم على الأشخاص بناءً على الانطباعات الأولى.
- يجب أن نمنح الجميع فائدة الشك ونفترض أنهم شخص جيد حتى يثبت العكس .
مما ورد نستدل على أن العلاقات الاجتماعية تعمل بمختلف أشكالها على صقل شخصيّة الإنسان بشكل كبير وتغيير تصوّراته حول الحياة وكذلك اعتقاداته ومفاهيمه، ولذلك فإنّها تعتبر مهمّة للغاية من أجل تحسين نوعية الحياة التي يعيشها عن طريق التجاوب مع التغييرات التي تطرأ على أفكاره وتحويلها إلى سلوكات تعمل على تطوير حياته وتحسين جوانبها المختلفة من عمل وإنتاج وغيره .
زوار شاهدوا ايضا:
- اثر التنمر على النفس وكيفية علاجه
- التنافس الإيجابي طريقك إلى النجاح
- الاضطراب الوسواسي القهري ،أنواعه ،أسبابه ،علاجها
- أهمية العناية بالبشرة ، واستعادة نضارة الوجه
- قانون الجذب الفكري وأهميته وكيف يعمل؟
- أثرالنباتيين الإيجابي على البيئة..النباتيون ينقذون البيئة من الدمار
- أهمية التغذية على الصحة النفسية
- اسرار العقل الايجابي وتطوير الذات