التهاب الدماغ هو التهاب حاد أو تورم يحدث نتيجة إما عدوى فيروسية أو بسبب مهاجمة جهاز المناعة في الجسم أنسجة المخ عن طريق الخطأ. السبب الأكثر شيوعًا هو العدوى الفيروسية، حيث يحدث التهاب المخ نتيجة محاولة الجسم لمحاربة الفيروس.
يحدث التهاب الدمَاغ في حالة واحدة من كل 1000 حالة حصبة. يبدأ التهاب المخ عادةً بالحمى والصداع، قد تتطور الأعراض بسرعة حيث يمكن أن تؤدي إلى نوبات، وارتباك، ونعاس، وفقدان للوعي، ويمكن أن يصل الأمر إلى غيبوبة.
يمكن أن يكون التهاب الدماغ مهددًا للحياة، لكن هذا نادر الحدوث. يعتمد عدد الوفيات على عدة عوامل منها شدة المرض والعمر، حيث يتعافى المرضى الأصغر سنًا دون حدوث العديد من المشكلات الصحية، في حين أن المرضى الأكبر سنًا هم أكثرعرضةً لخطر المضاعفات والوفيات.
يوجد نوعان رئيسيان من التهاب الدماغ هما: الأولي والثانوي، يحدث التهاب المخ الأولي عندما تكون هناك عدوى فيروسية مباشرةً للدماغ أو الحبل الشوكي، بينما يحدث التهاب المخ الثانوي بسبب عدوى بدأت في مكان آخر من الجسم ثم انتشرت إلى المخ. (1,2)
اسباب التهاب الدماغ
أسباب التهاب الدماغ عادةً غير واضحة، عندما يتم العثور على سبب، فيكون نتيجة عدوى أو مشكلة في جهاز المناعة. يمكن أن يحدث التهاب المخ إذا انتشرت العدوى إلى المخ، يحدث التهاب الدمَاغ غالبًا بسبب فيروس، مثل:
- فيروسات الهربس البسيط، التي تسبب تقرحات البرد والهربس التناسلي، حيث إنه السبب الأكثر شيوعًا لالتهاب المخ.
- فيروس الحماق النطاقي، الذي ينتج عنه جدري الماء والهربس النطاقي.
- فيروسات الحصبة، والنكاف، والحصبة الألمانية.
- الفيروسات التي تنتشر عن طريق الحيوانات، مثل التهاب المخ الذي ينقله القراد، والتهاب المخ الياباني، وداء الكلب، وفيروس زيكا.
- يحدث التهاب المخ بسبب البكتيريا، أو الفطريات، أو الطفيليات.
يمكن أن تنتقل هذه العدوى من شخص آخر، لكن التهاب المخ لا ينتقل من شخص لآخر. (3)
اعراض التهاب الدماغ
أعراض التهاب الدمَاغ تزداد سوءًا على مدار أيام إلى أسابيع في حالة التهاب المخ الحاد. يبدأ التهاب المخ المُعدي بأعراض شبيهة بالإنفلونزا أو الصداع، قد يتطور الأمر إلى تغير في الحالة العقلية، ومشكلات في التفكير، والتذكر، والاستدلال. يتطور التهاب المخ المناعي الذاتي عادةً على مدار أسابيع.
تختلف أعراض التهاب المخ حسب المنطقة المصابة من المخ، بينما تختلف الأعراض في التهاب المخ المناعي الذاتي اعتمادًا على الجسم المضاد المصاحب.
الأعراض الجسدية:
- حمى.
- صداع.
- نوبات.
- اضطرابات الحركة.
- الحساسية للضوء.
- حساسية تجاه الصوت.
- تصلب الرقبة.
- فقدان الوعي.
تختلف الأعراض في الحالات الشديدة وقد تشمل:
- ضعف أو شلل جزئي في الذراعين والساقين.
- رؤية مزدوجة.
- غيبوبة.
- ضعف السمع أو الكلام.
الأعراض الإدراكية:
- النعاس المفرط.
- الارتباك .
- قلق.
- التهيج.
- الهلوسة.
- فقدان الذاكرة.
- ضعف في الإدراك.
- تغييرات سلوكية أخرى.
يُعد الإحساس بـ déjà vu، وهو الشعور باسترجاع أشياء تم تجربتها من قبل، اكتشافًا شائعًا في المراحل المبكرة من التهاب المخ الناتج عن فيروس الهربس البسيط.
يمكن أن يبدأ نوع من التهاب المخ المناعي الذاتي الذي يؤثر على مستقبلات NMDA بأعراض شبيهة بالإنفلونزا، حيث يمكن أن يؤدي بعد ذلك إلى تغيرات سلوكية وأنماط حركة غير عادية تؤثر على الفم، والوجه، وضعف في الإدراك، وضعف وظيفة الجهاز العصبي اللا إرادي.
يرتبط نوع آخر من التهاب المخ المناعي الذاتي بنوبات صرع أو حركات غير طبيعية أخرى في الوجه أو الذراع. قد تشبه أعراض التهاب المخ مشاكل أو حالات مرضية أخرى، استشر دائمًا الطبيب الخاص من أجل التشخيص الدقيق. (4,5)
اقرأ أيضًا: الاضطراب الوسواسي القهري ،أنواعه ،أسبابه ،علاجه
هل التهاب الدماغ خطير
يُعد التهاب المخ خطيرًا، حيث يمكن أن يسبب تلفًا في المخ، وينتج عنه مضاعفات ومشاكل طويلة الأمد مثل:
- مشاكل في الذاكرة.
- التغيرات الشخصية والسلوكية.
- مشاكل في النطق واللغة.
- مشاكل في البلع.
- النوبات (الصرع).
- المشاكل العاطفية والنفسية، مثل القلق، والاكتئاب، والتقلبات المزاجية.
- مشاكل في الانتباه، والتركيز، والتخطيط وحل المشكلات.
- مشاكل في التوازن، والحركة.
- التعب المستمر.
يمكن أن يكون لهذه المشاكل تأثيرًا كبيرًا على حياة المرضى، وكذلك على أسرهم، وأصدقائهم.
الفئات الأكثر تعرضًا للخطر هم:
- كبار السن.
- الأطفال دون سن الواحدة.
- الأشخاص الذين يعانون من ضعف جهاز المناعة. (2,3)
هل التهاب الدماغ معدي
التهاب الدمَاغ ليس مُعديًا، ولكن الفيروسات التي تسبب هذا المرض يمكن أن تكون معدية، والإصابة بالفيروس لا تؤكد أن الشخص سوف يصاب بالتهاب المخ. (6)
علاج التهاب الدماغ
يحتاج التهاب الدمَاغ إلى العلاج في المستشفى، خاصةً مع تورم المخ والنوبات المرضية، لكن كلما كان العلاج مبكرًا، يكون أكثر نجاحًا. يعتمد العلاج على السبب الرئيسي للإصابة بالمرض، ويركز العلاج عادةً على تخفيف الأعراض، وقد يشمل:
- الأدوية المضادة للفيروسات.
- حقن الستيرويد.
- علاج يساعد في السيطرة على جهاز المناعة، مثل مُعدلات المناعة.
- المضادات الحيوية أو الأدوية المضادة للفطريات.
- المسكنات (لتقليل الانزعاج أو ارتفاع درجة الحرارة).
- دواء للسيطرة على النوبات.
- المساعدة على التنفس، مثل الأكسجين من خلال قناع الوجه أو جهاز التنفس الصناعي.
- حقن السوائل من خلال الوريد.
- المهدئات (لتقليل العدوانية أو القلق).
- التغذية الأنبوبية، لتوصيل التغذية في حالة فقدان الوعي.
يمكن أن تتراوح المدة التي يحتاجها الشخص المصاب بالتهاب المخ للبقاء في المستشفى من بضعة أيام إلى عدة أسابيع أو أشهر. يعاني بعض الأشخاص من أعراض طويلة الأمد لالتهاب المخ، يمكن أن تشمل هذه الأعراض مشاكل جسدية، ومشاكل في الذاكرة، وتغيرات في الشخصية، ومشاكل في الكلام، وصرع.
قد يساعد العلاج الطبيعي في حل المشكلات الجسدية أو علاج مشاكل النطق واللغة. يمكن أن يساعد الطبيب النفسي في حل مشاكل الذاكرة وتغييرات الشخصية. يجد الكثير من الناس أن هذه الأشياء جزء مهم من التعافي وإعادة التأهيل على المدى الطويل. (2,3,7,8)
علامات الشفاء من التهاب الدماغ
يمكن أن يستمر التهاب المخ من بضعة أيام إلى شهرين أو ثلاثة أشهر، يجد معظم الناس بعد هذه المدة أنهم يتعافون بشكل أفضل من الأعراض. الشعور بالإرهاق هو الأكثر شيوعًا بعد الإصابة بمرض خطير مثل التهاب المخ، لذلك يحتاج المرضى إلى الكثير من الراحة أثناء تعافيهم، ومن الضروري العودة إلى ممارسة الأنشطة اليومية تدريجيًا. (8)
اقرأ أيضًا: أنواع الصداع خلف الرأس.
الوقاية من التهاب الدماغ
لا يمكن دائما الوقاية من التهاب الدمَاغ، ولكن مواكبة اللقاحات هي الطريقة الأكثر فعالية لتقليل خطر الإصابة بالتهاب المخ، مثل:
- لقاحات الحصبة، والنكاف، والحصبة الألمانية (MMR)، ومن الضروري أن يتلقى الأطفال هذه التطعيمات ضد الفيروسات.
- لقاح التهاب المخ الياباني، حيث يوصي به للمسافرين إلى مناطق معرضة للخطر مثل أجزاء آسيا.
- لقاح التهاب المخ المنقول بالقراد (tick-borne encephalitis vaccine)، حيث يُوصي به للمسافرين إلى أجزاء معينة من أوروبا وآسيا.
- التطعيم ضد داء الكلب.
يمكن استخدام طاردًا للحشرات في الأماكن المعروفة بوجود البعوض والقراد، ويُفضل تجنب هذه المناطق الموبوءة بـ البعوض، وأيضًا تجنب الخروج في المناطق عندما تكون ممتلئة بالبعوض، من الضروري إبقاء المنزل خاليًا من البعوض، والتأكد من عدم وجود مياه راكدة حول المنزل.
بعض النصائح للوقاية من التهاب الدماغ
- مركبات الفلافونويد النباتية ضرورية، حيث ثبت أنها تقلل من التهاب المخ.
- الحرص على موازنة سكر الدم، تجنب سكر الدم المنخفض جدًا أو المرتفع جدًا، حيث أن مقاومة الأنسولين ومرض السكري من مسببات التهاب المخ.
- الحساسيات الغذائية، مثل الغلوتين حيث إنه عادةً يسبب الالتهاب، أيضًا منتجات الألبان، وفول الصويا، والبيض، والحبوب الأخرى من مصادر الالتهاب.
- الحفاظ على الأمعاء وبكتيريا الأمعاء المفيدة، حيث ترتبط البكتيريا والأمعاء والمخ ارتباطًا وثيقًا، ويتطلب الدِماغ السليم أمعاء سليمة.
- المغذيات المضادة للالتهابات، مثل الجلوتاثيون، أحد مضادات الأكسدة القوية، يمكن أن يساعد في تقليل التهاب المخ.
- الأحماض الدهنية الأساسية الكافية والفيتامينات القابلة للذوبان في الدهون (A, D, E, K) مهمة أيضًا. (1,3,9)
مراجع
- https://www.medicalnewstoday.com/articles/168997#what_is_encephalitis
- https://www.healthline.com/health/encephalitis
- https://www.nhs.uk/conditions/encephalitis/
- https://www.hopkinsmedicine.org/health/conditions-and-diseases/encephalitis
- https://newsinhealth.nih.gov/2019/04/inflamed-brain
- https://kidshealth.org/en/teens/encephalitis.html
- https://my.clevelandclinic.org/health/diseases/6058-encephalitis
- https://www.brainandspine.org.uk/our-publications/our-fact-sheets/encephalitis/
- https://chiroproperformance.com/is-your-brain-on-fire-symptoms-of-brain-inflammation/