نواعير
موقع نواعير يهدِف الى خلق محتوي جديد وقيم مِن المحتوي العربي الفريد في جميع المجالات الهامة الّتي يحتاجها المستخدم العربي نعمل علي ثراء المحتوى العربي بمحتوي مفيد وقيم للمستخدم من الفِكر والاِرتِقاء المعرفي مِن خِلال المقالات الهامة في جميع الاقسام المختلفة

التوحد . الطفل التوحدي والمضطرب سلوكياً

0 38

التوحد هو اضطراب سلوكي ذو مفهوم واسع يشمل كل مايطال السلوك الإنساني من اضطراب ويحرف مساره عما هو مألوف واعتيادي ومتكيف مع شروط البيئة التي يعيش فيها الفرد, بحيث يؤثر هذا الانحراف على توافق الفرد مع نفسه ومع الاّخرين. و هذا المصطلح يعني الإنغلاقية والذاتوية والإنطوائية ويصنف بأنه اضطراب سلوكي شديد , وبعض الدراسات أشارت إلى اعتبار التوحد واحداً من حالات التخلف العقلي,

التوحد
مرض التوحد

وصف الطفل المنغلق ومعدل انتشارالمرض

أكد العالم ليوكانر على أن هذا الاضطراب يظهر في مرحلة مبكرة من النمو وذلك قبل السنتين ونصف , حيث تظهر علامات هذا الاضطراب من خلال عدم القدرة على التواصل الاجتماعي.

يوصف الطفل التوحدي أو المنغلق بأنه طفل غير قادر على إنشاء العلاقات الاجتماعية مع الاّخرين فهو لا يتواصل بصرياً ويكون مشغولاً بذاته ولا يعنيه مايجري حوله وهو بالوقت نفسه يعاني من اضطراب في التواصل اللغوي فلا يستجيب الاستجابات المطلوبة أكان ذلك من حيث الأداء أم من حيث اللغة أم من حيث الاستجابات الانفعالية.

أما دوراند وكار وصف الطفل التوحدي بأنه يبدو قانعاً وراضياً عن ذاته ولا يبدي انفعالاً واضحاً أو تودداً حين ملاطفته ولا ينتبه إلى أن شخص قادم أو خارج أمامه ولا تبدو عليه علائم السعادة حين رؤيته أحد والديه أو أقرانه في اللعب, كما ويتصف الطفل المنغلق بالسلوك النمطي والمقاومة للتغيير والانجذاب الشديد نحو بعض الأشياء دون غيرها.

إلا أن العالم كانر يرى أنه على الرغم من رغبة هؤلاء الأطفال أن يبقوا وحيدين وتفضيلهم اللعب بالشيىء نفسه وبشكل نمطي , إلا أنهم يتقبلون عدداً محدوداً من الناس حيث يمكن أن يساعدوا في إخراجهم من العزلة. وإن هذه الاجتماعية تزداد مع تقدمهم في العمر وهذا عنصر هام ينطوي على التفاؤل من إمكانية تحسين وتعديل سلوكهم.

1432400 0
الطفل المنغلق

صفات طفل التوحد

تتعدد صفات الطفل المنغلق إلا أنه توجد ثمة معايير تحدد إصابة الطفل بهذا المرض وهي :

  • لا يتواصل الطفل مع الاّخرين بل يصدر أصواتاً غير مفهومة ولا يظهر تعبيرات وجهية أو إيماءات مقبولة.
  • يتواصل الطفل المنغلق بطرق شاذة غير لفظية فمثلاً يتشنج عندما يقترب من الاّخرين ولا ينظر إلى الشخص الذي يتفاعل معه ولا يبتسم له ولا يرحب بالوالدين أو الزوار , يحملق بطريقة ثابتة في المواقف الاجتماعية.
  • غياب النشاط التخيلي وعدم الاهتمام بالقصص أو الأدوار التي تدور حول أحداث تخيلية.
  • إخراج الكلام بصورة غير مألوفة من حيث حدة الصوت أو علوه أو إيقاعه.
  • اضطراب ملحوظ في محتوى الكلام مثل التكرار الاّلي لدعايات التلفاز أو استخدام الضمائر بصورة غير صحيحية كقوله أنت بدلاً من أنا أو العكس.
  • قصور واضح في القدرة على تقليد الاّخرين أو التحدث معهم بالرغم من قدرته على الكلام.
413307Image1
التوحد . الطفل التوحدي والمضطرب سلوكياً 5

طفل التوحد والنشاطات المحدودة

يوجد مدى محدد جداً من الاهتمامات والنشاطات ويظهر ذلك عبر:

  1. حركات جسمية نمطية مثل هز الرأس أو ثني اليدين وماشابه ذلك.
  2. التعلق بأشياء ليس لها قيمة والانشغال بصورة متكررة بأجزاء الأشياء.
  3. الانفعال الشديد عند إحداث تغيرات بسيطة في البيئة مثل تغير الكرسي من مكانه مثلاً.
  4. الإصرار على النمطية في النشاط كأن يصر على اتباع الطريق نفسه الذي يذهب به إلى البقال.
  5. مدى محدود من الاهتمام والنشاط كأن يركز على وضع الأسياء فوق بعضها بصورة اّلية.

الخصائص التعليمية لهذا المرض

إن الطفل التوحدي أو المنغلق لاشك أنه يعاني من صعوبات كبيرة في الاتصال اللغوي والاجتماعي , ونقص في الجوانب المعرفية حيث سيؤثر ذلك في جوانب حياته التعليمية , إضافة إلى أنه يظهر عند قسم كبير من الأطفال نقص في نسب الذكاء لهذا فإن خصائصهم التعليمية تشابه إلى حد كبير خصائص المتخلفين عقلياً.

أما خصائصهم التعليمية فتظهر في مقاومة التغيير في البيئة التعليمية وصعوبة في مواكبة الوقت المطلوب لإنجاز مهمة تعليمية ما, وعدم القدرة للاستفادةمن مواقف تعليمية معينة في مواقف أخرى , وغياب الدافعية للتعلم وظهور الاندفاعية وعدم الثبات في المواقف وعدم القدرة على إنشاء المفاهيم وتعلمها.

خصائص متعلقة بقدرات خاصة: هناك بعض الأدلة التي ربما تكون استثنائية تشير إلى وجود مهارات مكانية بصرية , ولديه قدرات مميزة في التوجه كما بينت ذلك العالمة وينج . وأيضاً إن بعضهم لديه قدرات خاصة موسيقية وعددية وغنائية وقدرات في تذكر الأماكن ونسخ الرسوم.

للتعرف على مرض التوحد أسبابه وعلاجه internal
الطفل التوحدي

المعالجة السلوكية للطفل المنغلق

وهي طريقة لتعديل السلوك وتحسينه تقوم على تصميم برنامج يعده مختصون نفسيون وتربويون. وتستند هذه البرامج على إجراءات تهدف إلى تقويم السلوك المضطرب, وذلك عبر إبعاد العوامل التي تشجع على ظهوره ( تعديل السلوك ) وإبدالها بعوامل مساعدة على ظهور سلوك إيجابي مرغوب فيه ( تشكيل السلوك ).

ملاحظة: إن انتشار الاضطرابات السلوكية وفقاً للجنس يكون عند الذكور أكثر منها عند الإناث بضعفين إلى خمسة أضعاف.

مؤسسات تهتم بالأطفال المنغلقين

في سوريا يوجد مؤسسة للأطفال المنغلقين هو بيت السلام للأطفال , كما في مصر يوجد مركز خاص للطفل المنغلق يسمى بالمركز الذهبي التخصصي , حيث تركزهذه المؤسسات في خطواتها العلاجية على مايلي:

  • العلاقة التربوية: وهي العنصر الأساسي في التطوير الدينامي للطفل وتنطوي هذه العلاقة على استخدام مجموعة من الأدوات والوسائل التي تهدف إلى تحسين مستوى الطفل الإدراكي وبناء علاقة محركة وفاعلة تسمح بإعادة وتتبع النمو النفسي بالشكل المطلوبو وتركز على اللعب بشكل خاص الذي يتماذج فيه التقبل والتودد والتواصل البصري حيث له فائدة علاجية بتكوين الأنا والاّخر.
  • التعامل مع جسد الطفل: يكون بالتنبيه الحسي الحركي فيسمح له بالتعرف على ذات الطفل ومعرفة مواضع الجسم وأجزائه , وهذا يمهد للإحساس ما بداخل الجسد وخارجه وتتيح للطفل تعلم التوجه والتنقل في المكان والزمان وكل ذلك يكون مترافقاً مع ألعاب محبببة له تعتمد على تحريك الجسد.
  • العمل والتعاون مع الأسرة: فيتم من خلال الاجتماعات العفوية والتلقائية بين المعلمين والأسرة عند اصطحاب الأهل لأطفالهم يومياً إلى المركز.
  • المعالجة النفسية الفردية: فهي تقدم من مختص نفسي يقدم خدمات خاصة للطفل عبر اعتماده على مجموعه طرائق تهدف إلى ذات الهدف المتجه إلى تنمية قدرات التواصل الاجتماعي واللغوي لدى الأطفال , وتنمية القدرات العقلية والحسية أيضاً.
  • الشكل التنظيمي لعمل الفريق المعالج: من المشرفين التربويين وغيرهم, فيقوم على عمل تقويمي لسير العمل والإجابة عن كافة التساؤلات وتذليل الصعوبات واستمرارية البحث في الطرائق الأكثر نجاحاً, لمعالجة أوجه الاضطرابات التي يعاني منها الأطفال المنغلقون , حيث إن عمل الفريق يقوم على احتياجات تدعم وتحافظ على دينامية الفريق وحيويته, كما تطور العمل من خلال تفهم إخفاق الفريق أو نجاحه في المداخلات التي يقوم بها.

شاهد أيضاً:

وفي الختام نقول أن الأطفال زينة الحياة ويجب علينا حمايتهم ومساعدتهم للتخلص من الأمراض والصعوبات كافة التي يواجهونها. وأن هذا المرض له أساليب وخطوات تخفف من شدته فلابد من معرفتها ومحاولة تطبيقها مع الطفل التوحدي.

دمتم أعزائي القراء وأطفالكم بصحة وعافية .

اتـرك تـعـلـيـقـاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

شروط التعليق :
عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول المزيد