الاضطراب الوسواسي القهري: (الوسواس القهري) اضطراب الوسواس القهري (OCD) هو اضطراب عقلي يكون فيه لدى الأشخاص أفكار ومشاعر وصور وأحاسيس غير مرغوب فيها (هواجس) تدفعهم إلى فعل شيء مرارًا وتكرارًا (الإكراه).
نبذة عن الوسواس القهري :
يُعرِّف اضطراب الوسواس القهري بأنه فكر متسلط وسلوك قهري يتكرر في الفرد ، ويستولي عليه، ولا يستطيع أن يقاومه، وإذا قاوم، فإنه يصبح قلقاً. وعصبي. مثل غسل اليدين، أو عد الأشياء، أو فحص أقفال الأبواب والنوافذ .
أنواع الاضطراب الوسواسي القهري :
يعاني الأشخاص المصابون باضطراب الوسواس القهري (OCD) من الإكراهات الساحقة بحثًا عن الراحة من القلق الذي تولده هذه الأمراض. يختلف مستوى الهواجس الرئيسية والأفكار المتداخلة بين الأفراد :
1 – قد يكون لدى البعض هواجس غامضة تخلق إحساسًا عامًا باللهو أو التوتر، على عكس الاعتقاد بأن الحياة لا يمكن أن تستمر بشكل طبيعي وأن حالة الاضطراب هذه تظل مرتبطة بالوجود. الهواجس الأكثر جدية قد يكون سببها الانشغال بفكرة أو صورة ما
2 – نوع آخر من الوسواس القهري الذي يهيمن على عقول الأشخاص هو الاعتقاد بأن الضرر قد يأتي من أسباب ميتافيزيقية (مثل الله أو الشيطان) أو أسباب مرضية لأولئك الذين يعانون من اضطراب .
3 – اضطراب الوسواس القهري الآخر هو حالة من الاكتناز القهري لدى بعض الأشخاص الذين يعالجون الأشياء غير الحية ذات الارتباط العاطفي .
4 – قد تنطوي الوساوس في بعض الأحيان على أمور جنسية، لذلك تتكرر الأفكار المتعلقة بالأفعال الجنسية ، وأحيانًا تتجاوز التفكير في المواقف غير الطبيعية، مثل الاغتصاب جميع الأعمار حتى على الحيوانات ذلك .
5 – وأحيانا يكون الهوس بوجود أفكار مرتبطة بالعنف تؤدي إلى الخوف، مثل الطعن بالسكين أو الرمي.
6 – من أشكال الوساوس القهرية أيضاً الوساوس المتعلّقة بالأمور الغيبية والدينية، ويتمثّل ذلك بظهور أفكار دخيلة تتعلّق بالدين على هيئة تشكيك إيماني، وقد تقترن بممارسات سلوكية متعلّقة بالعبادات كتكرار الوضوء والصلاة والوساوس التعمّقية (مثل التعمّق في الأسئلة الفقهية) ووساوس دينية أخرى مايخص بالعقيدة .
7 – حالة الاضطراب الوسواسي القهري غير متناغمة مع الأنا، أي أنّ هذا الاضطراب لا يتوافق مع مفهوم الذات للشخص الذي يعاني منه .
انتشاره :
يبدأ الاضطراب الوسواسي القهري حوالي 2.3% من الناس في مرحلة معيّنة من حياتهم؛ في حين أنّ المعدّل يكون 1.2% في سنّ محدّد، وهو اضطراب منتشر في كافّة أرجاء العالم. من غير المعتاد أن تبدأ الإصابة بهذا الاضطراب بعد سنّ الخامسة والثلاثين؛ في حين أنّ نصف المصابين كانت قد تطوّرت الحالة معهم قبل سن العشرين. لا يوجد تفريق في نمط الجنس لدى المصابين بهذا الاضطراب، إذ أنّ معدّل الإصابة متساوية تقريباً بين الجنسين.
الهواجس :
في بعض الأحيان يبدو الوسواس القهري أقل حدة، يشار إلى هذه الوساوس غير القهرية على أنها هواجس أولية أو نقية، ومع ذلك فهي مرهقة، حيث يصاحبها قلق وخوف من الأذى
إن الأشخاص الذين يعانون من اضطراب الوسواس القهري قد يؤدون طقوسًا معينة في الخفاء، لأنهم يشعرون بالحاجة إلى تجنب المواقف التي تسمح بظهور الأفكار المتطفلة. قد يكون من الصعب على هؤلاء الأفراد محاولة ملء الفراغ أدوارهم الاجتماعية ..
أعراض الاضطراب الوسواسي القهري :
من أمثلة العادات القاهرة المصاحبة للاضطراب الوسواسي القهري التي تؤثر بشكل متكرر على البدن :
1 – هوس نتف الشعر
2 – قضم الأظافر
3 – كشط الجلد
4 – غسل اليدين والتنظيف
5 – تفقّد الأشياء (مثل قفل الباب)
6 – السؤال المتكرّر عن الأشخاص والاطمئنان عنهم.
7 – أكّد تحليل تلوي أجري سنة 2013 أنّ الأشخاص المصابين بالاضطراب الوسواسي القهري لديهم عجز معرفي متوسّط إلى واسع المدى، وخاصّة فيما يتعلّق بالذاكرة المكانية (الذاكرة المتعلّقة بالبيئة المحيطة وبالاتجاهات)،
8 – هناك حالات بالغة الشدّة يصل فيها الأمر إلى درجة الاضطرابات الذهنية.
هناك فرق بين العادات القاهرة والتشنّجات اللاإرادية مثل الحك أو التربيت أو أرجحة البدن أو قدح الرأس إذ أنّ التداخل والارتباط بينها يصل في بعض الأحيان إلى نسبة 40% من المصابين بالاضطراب الوسواسي القهري.
كما ينبغي التفريق بين العادات القاهرة وبين الممارسات العادية اليومية المتكرّرة كالهوايات مثلاً، فالهوايات عادةً ما تجلب الكفاءة لحياة الأشخاص، ومن أمثلة ذلك المتابعة المستمرّة للنظافة وتكديس الطعام وتفقّد الموقد والاحتراس من اقتراب الأعداء.
أسباب الوسواس القهري :
1 – العوامل الجينية (الوراثية)
2 – البيئية المحيطة تلعب دوراً في التسبّب به،
3 – وجود سجلّ من إساءة المعاملة في مرحلة الطفولة
4 -العوامل الأخرى المسبّبة
5 – هناك عدد كبير من الدراسات يربط بين الوظائف الحيوية للدماغ وبين السلوك الوسواسي القهري.
6 – يعزى حوالي 45-65% من حالات الإصابة بالاضطراب الوسواسي القهري عند الأطفال إلى عوامل وراثية جينيّة.
7 – كذلك للوظائف الحيوية دور حيث أظهر التصوير العصبي الوظيفي لدماغ المصابين بالاضطراب الوسواسي القهري أثناء ظهور الأعراض عليهم وجود نشاط غير طبيعي في منطقة القشرة الجبهية الحجاجية، وفي الجانب الأيسر الظهراني الجانبي للقشرة أمام الجبهية، وفي الجانب الأيمن من القشرة أمام الحركية، وفي الجانب الأيسر من تلافيف الفص الصدغي العلوي، وفي الكرة الشاحبة الخارجية وفي منطقة الحصين والجانب الأيمن من المعقف. كما لوحظ وجود فرط في النشاط في الجانب الأيسر من النواة االذنبية ، وفي التلفيف الحزامي الخلفي.
8 – ترى بعض الأبحاث والدراسات أن سوء التغذية قد يكون له دور في الاضطراب الوسواسي القهري وفي اضطرابات نفسية أخرى.
علاج الوسواس القهري :
يجب اطلاع محيط المريض من الأهل والأصدقاء وتعريفهم بالمرض وكيفية علاجه والأسلوب الصحيح للتعامل مع المريض، ممّا يخفّف في النهاية من حدّة المواجهة مع الحالة:
1 – العلاج السلوكي المعرفي
2 – استخدام العقاقير نفسانية التأثير
3 – العلاج النفسي كالوسائل الديناميكية التحليلية النفسية .
4 – العلاج بالتعرض ومنع الاستجابة كمثال يكون بترك المنزل وتفقّد القفل لمرّة واحدة (التعرّض) وذلك من غير العودة والتفحّص لمرّة ثانية (منع الاستجابة). بذلك يتعوّد الشخص بشكل سريع نسبياً على المواقف المولّدة للقلق ويكتشف كيف أن مستويات القلق ستنخفض بشكل كبير، وربّما تصل الأمور معهم بأريحية إلى أن يلمسوا شيئاً أو غرضاً «شديد التلوث» أو أن لا يتفقدوا قفل الباب بالمرّة.
5 – العلاج الدوائي :
أقراص دوائية من عقار كلومييرامين مغلّفة تحت الاسم التجاري «أنافرانيل Anafranil».
من المفضّل مزاوجة العلاجين النفسي والدوائي لمعالجة الاضطراب الوسواسي القهري، لذلك تأتي مثبّطات استرداد السيروتونين الانتقائية كأسلوب علاج في الرتبة الثانية بالنسبة للبالغين المصابين بالاضطراب ذي الشدة المتوسّطة، في حين أنّها تأتي في المرتبة الأولى في الحالات الشديدة؛ أمّا بالنسبة للأطفال فيأتي العلاج بالعقاقير في المرتبة الثانية سواء أكانت الحالة متوسّطة أو شديدة الأثر، مع ضرورة المراقبة اللصيقة لأيّ آثار جانبية نفسانية.
6 – استخدام أسلوب المعالجة بالتخليج الكهربائي (ECT)، والذي أبدى نجاحه في بعض الحالات شديدة الأثر وفي الانتكاسات.تعد الجراحة النفسية الملاذ الأخير في بعض الحالات المستعصية على العلاج لدى الأشخاص الذين لا يظهرون تطوّراً مع وسائل العلاج الأخرى. ففي هذه العملية يجرى تدخّل جراحي من أجل إحداث تغيير في بنية الأنسجة في الدماغ، وخاصّة في منطقة التلفيف الحزامي؛ وذلك بعد استنفاد كافّة المحاولات العلاجية النفسية والدوائية وذلك لعدّة مرات على مدى عدّة أشهر.
7 – اقترحت دراسة أن السكّر الطبيعي إينوزيتول قد يساهم في علاج الاضطراب الوسواسي القهري. في حين أنّ دراسة أخرى وجدت أن الفيتامينات والمكمّلات المعدنية قد تساعد في مثل هذه الاضطرابات بتوفير مغذّيات ضرورية ولازمة للأداء الذهني السليم.
شاهد أيضاً:
- اضطرابات الكلام
- السمع الإعاقة السمعية
- التوحد . الطفل التوحدي والمضطرب سلوكياً
- الكوليرا , الأعراض, الأسباب وطرق العلاج.
- الصرع , ماهي أعراضه؟ أسبابه؟ وطرق علاجه؟
- فيتامين سي فوائده, مصادره والجرعة اليومية الموصى بها