يستخرج زيت الزيتون من ثمار شجرة الزيتون، وهي من الأشجار المباركة التي ورد ذكرها في القرآن الكريم، حيث قال الله عز وجل مقسماً في سورة التين: ((والتين والزيتون، وطور سينين، وهذا البلد الأمين)).

كما ورد ذكر زيتها المبارك في سورة النور بقوله تعالى: ((الله نور السموات والأرض مثل نوره كمشكاة فيها مصباح، المصباح في زجاجة كأنها كوكب دري يوقد من شجرة مباركة زيتونة لا شرقية ولا غربية، يكاد زيتها يضيء ولو لم تمسسه نار، نور على نور، يهدي الله لنوره من يشاء، ويضرب الله الأمثال للناس، والله بكل شيء عليم)).

أما في السيرة النبوية فقد ورد العديد من الأحاديث الشريفة عن الرسول صلى الله عليه وسلم، منها قوله صلى الله عليه وسلم: ((كلوا الزيت وادهنوا به، فإنه من شجرة مباركة)) رواه أحمد والترمذي.

وشجرة الزيتون تعتبر من الأشجار الضاربة عمقاً في جذور التاريخ، فهي من الأشجار المزروعة في منطقة بلاد الشام منذ آلاف السنين، بل يمكننا اعتبارها الشحرة الوطنية لبلاد الشام، وتتركز زراعتها في فلسطين الحبيبة وخاصة في منطقة بيت المقدس، حيث هناك جبل يسمى جبل الزيتون.

مناطق زراعة شجرة الزيتون

تتركز مناطق زراعة شجرة الزيتون في منطقة البحر الأبيض المتوسط بسبب المناخ الملائم لنمو تلك الشجرة، حيث تتركز زراعتها في سورية ولبنان وفلسطين، وكذلك مصر وليبيا وتونس والجزائر، أما في اوروبا فتتم زراعتها في فرنسا وايطاليا واسبانيا واليونان وقبرص وتركيا ومنطقة البلقان بشكل عام.

فشجرة الزيتون تحتاج لمناخ معتدل ورطب، وهذا ما يوفره مناخ البحر الأبيض المتوسط، وهي شجرة دائمة الخضرة يتراوح طولها بين الثلاثة أمتار والعشرة أمتار بحسب الحال من عمرها ونموها.

وتتم زراعة شجرة الزيتون عن طريق زراعة البذور بطريقة مدروسة بعناية فائقة، لتنمو شتلة أو شجرة زيتون صغيرة، ليتم نقلها بعد ذلك بعناية إلى تربة جديدة فتنمو وتصبح شجرة، وتحتاج شجرة الزيتون المزروعة حديثاً حتى تصل لمرحلة الإثمار ما بين خمس إلى سبع سنوات.

وتكون ثمار شجرة الزيتون بيضوية الشكل وذات لون أخضر وطعم شديد المرارة، ويتحول لون بعض أنواع الزيتون من اللون الأخضر إلى اللون الأسود عند نضجها بشكل كامل، بينما يبقى الكثير منها عند اللون الأخضر حتى بعد نضجها، ويكون متوسط وزن حبة الزيتون ما بين ثلاث إلى خمس غرامات، وثمار الزيتون تختلف حجماً وطعماً بحسب أنواع شجرة الزيتون.

أنواع شجرة الزيتون

هناك العديد من أنواع شجرة الزيتون، ويكون اسم النوع بحسب المنطقة المزروع فيها، لذلك تجد الأسماء تختلف من بلد لآخر، وسنقتصر في مقالتنا هذه على ذكر أنواع شجرة الزيتون في سورية، حيث يمكننا تعدادها على النحو التالي:

1- الزيتون الصوراني:

وهو منسوب لبلدة صوران في حماه، ويتميز أشجاره بأنها متوسطة الحجم، وتأخذ ثماره عند النضج اللون الأسود، وينتشر في المناطق البعلية من سورية كالريف الشرق لحمص وحماه.

2- الزيتون الزيتي:

وتتميز أشجاره بكبر حجمها وتأخذ شكلاً متدلياً نحو الأرض، أما ثماره فتمتاز بصغر حجمها وتتحول إلى اللون الأسود بعد النضج، وتكثر زراعته في مناطق حلب في سورية.

3- الزيتون القيسي:

ويمتاز بالحجم الكبير لثماره والتي يبقى لونها أخضر حتى بعد النضج التام.

4- الزيتون الخضيري:

وهو من أجود أنواع الزيتون، وتكون ثماره متوسطة الحجم وتتحول إلى اللون الأسود عند نضجها.

مقالات متعلقة

أهمية التفاح المسلوق للرضع

فوائد الفاكهة للبشرة

5- الزيتون الدعيبلي:

وتنتشر أشجار هذا النوع من الزيتون في مناطق الساحل السوري، وتتميز ثماره بالحجم المتوسط والتحول إلى اللون الأسود عند النضج، وهو يحتاج لمعدل أمطار كثيف لذلك تنتشر زراعته في المناطق الساحلية بسبب كثرة الأمطار.

6- الزيتون محزم أبو سطل:

ويعتبر هذا النوع الأفضل بالنسبة للمؤونة في بيوت السوريين مع الزيتون التدمري، وقد سمي محزم كونه يأخذ اللونين الأسود والأخضر، أما أبو سطل فلأنه يأخذ شكل السطل أو الدلو.

7- الزيتون الجلط التدمري:

وتكثر زراعته في واحات تدمر، حيث تناسبه بيئة البادية، وهو من أفضل أنواع الزيتون للمؤونة، وبخاصة مادة العيطون التي تنتج منه، من خلال نزع الفصم من الثمرة ثم ضغطه أو ((رصعه)) كما يسمى شعبياً، ثم وضعه في زيت الزيتون ليكون مؤونة جيدة للشتاء.

فوائد شجرة الزيتون

إن شجرة الزيتون لها فوائد متعددة، فهي شجرة مباركة بكافة المقاييس، حيث يتم الاستفادة من ثمارها كمادة غذائية على سفرة الطعام، ويمكن عصر تلك الثمار واستخراج أشهى وأطيب وأنفع زيت في العالم وهو زيت الزيتون، أما أوراقه فيمكن استخدامها في الكثير من المسائل الطبية، وخشبه يمكن استخدامه في صناعة الأثاث وكحطب للتدفئة.

أما الفائدة الأكبر التي جنتها البشرية من ثمار الزيتون فهي زيت الزيتون، فما هي فوائد زيت الزيتون؟

يفيد زيت الزيتون من يتناوله في الكثير من الجوانب الصحية وهي:

1- فوائده لأمراض القلب:

يمكن لمرضى القلب أن يتناولوا بشكل يومي ملعقتين من زيت الزيتون، وذلك قبل تناول أي طعام في الصباح الباكر، حيث أثبتت الدراسات الطبية الحديثة أن زيت الزيتون يحتوي على دهون غير مشبعة وهي من الدهون الأحادية غير الضارة، وهي من أفضل أنواع الدهون من الناحية الصحية، كما أن زيت الزيتون يعتبر مضاداً للأكسدة، مما يقلل من أمراض القلب والشرايين.

2- فوائده للبشرة والشعر والأظافر:

يعتبر زيت الزيتون من المواد المفيدة جداً للبشرة، حيث يعمل على ترطيب البشرة وتليينها، كما يساعد على تغذية الأظافر والعظام في حالة تناوله بشكل منتظم.

3- زيت الزيتون وفائدته لمناعة الجسم:

إن إحدى العادات القديمة في بلادنا تتمثل في تناول زيت الزيتون على الريق في الصباح الباكر، حيث كان يعرف أجدادنا فائدة هذا الزيت لتقوية الجهاز المناعي لديهم، حيث يعمل زيت الزيتون على مكافحة جميع الأمراض، فقد أثبتت الدراسات أن الأحماض الأمينية الموجود في زيت الزيتون تدعم الجهاز المناعي في جسم الإنسان.

4- أما فوائد دهن الجسم بزيت الزيتون فكثيرة ولا تحصى:

ودهن الجسم بزيت الزيتون يعتبر تنفيذاً لوصية الرسول صلى الله عليه وسلم، حيث أن اتباع هذه العادة الصحية يؤدي للتقليل من احتمالية الإصابة بمرض سرطان الجلد، كما أنه يساعد على ترطيب الجسم.

وأما دهن جسد الأطفال بزيت الزيتون فيساعدهم على النمو بشكل أفضل، كما أنه يلين العظام، ويريح الطفل ويزيد من مناعته ومقاومته للأمراض.

كما أن زيت الزيتون يحارب السموم التي تدخل الجسم عن طريق الجلد وتتراكم فيه، حيث أن دهن الجلد بزيت الزيتون يشكل طبقة عازلة تمنع دخول تلك السموم.

كما أن زيت الزيتون يعتبر مفيداً لعلاج تشنجات المعدة والعضلات، حيث يلعب دوراً كبيراً في تليين العضلات واسترخاءها، كما أنه يسهل عملية الهضم في جسم الإنسان.

كما أنه يعتبر مضاد للالتهابات لاحتوائه على مادة البوليفينول التي تعتبر مادة مضادة للأكسدة، كما أنه يساهم في تخفيف الوزن لمن يعاني من البدانة الزائدة، كونه يحتوي على حمض الأوليك، ويعتبر زيت الزيتون من المواد الغذائية المفيدة لمرضى السكري لأنه يحافظ على مستويات السكر الطبيعية في الدم.

وأخيراً يجب المحافظة على زيت الزيتون اثناء تخزينه من خلال وضعه في وعاء معدني غير قابل للصدأ أو وعاء زجاجي، وتخزينه في مكان لا تصله أشعة الشمس أو الضوء.